البجعة السوداء و كريستوفر ديفيدسون! - روان للإنتاج الإعلامي والفني
لم
أكن أتوقع أنني سأحتاج إلى نظرية "البجعة السوداء" في تفسير تحليلات
وتوقعات الكاتب البريطاني "كريستوفر ديفيدسون". والبجعة السوداء وضعها
أستاذ "اللايقين" في جامعة نيويورك البروفيسور نسيم نيكولا (من أصل
لبناني).
نسيم يقيم في نيويورك ويكتب بالإنجليزية ويكثر من التدخين بصورة مزعجة –
أتمنى أن يكون قد أقلع منه – وهو من قدم تحليلا في العام 2007 يتوقع فيه
الأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة في العام 2008 واتسعت شمالا
وجنوبا و شرقا وغربا في بقية أرجاء العالم.
فلسفة
نسيم تشتمل عددا من المحاور ولكن ما يهمني هنا هو اتهامه لمراكز التحليل
الإقتصادي ودراسات الجدوى أنها تتعامل مع الأحدث كلها باعتبارها "بجعات
بيض" تسير في أسراب مستمرة وتنفي تماما إحتمالية بجعة سوداء أو من أي لون
آخر ... وحسب نيكولا أن البجعة السوداء قد "فقست" من البيضة ونبت ريشها وهي
في الطريق للأسواق المالية وقد كان.
نسيم
يتحدث أيضا عن القوالب التي يضعها الباحثون والخبراء ويلتزمون بها ويخلصون
لها أكثر من عقولهم وتفكيرهم الحر حتى يصابون بالأسر النفسي، وفي هذا
السياق يظهر أيضا مدعو الخبرة الذين يحددون الخلاصة البحثية قبل بدايتهم في
التحليل والتقصي ثم ينتقون القوالب التي تتناسب معها سعة وضيقا وتلوينا
وتزيينا لما تحتويه.
وعبر
هذا المدخل وحده يمكنك أن تفهم مقالات الكاتب البريطاني "كريستوفر
ديفيدسون" الذي ألّف كتاباً بعنوان "الانهيار القادم لممالك الخليج"، ثم
ألحقه بمقال في مجلة "فورين بوليسي" يتنبأ فيه بسقوط دول الخليج العربي
مباشرة بعض سقوط مبارك وبن علي.
غير
ديفيدسون هنالك (المفكر الكبير) عزمي بشارة الذي ظهر في التسريب الشهير
(يطبخ) مع مقدم قناة الجزيرة التحليل الذي سيقدمه. وهنالك أيضا المبعوث
الأمريكي السابق للسودان اندرو ناتسيوس والذي تحدث عن جيش من ثلاثين ألف
مقاتل تحت الأرض في مدينة الخرطوم في السودان يخرج خلال فترة وجيزة لتحدث
أكبر معارك الربيع بين السلطة والشعب. والمضحك في الأمر أن من يعرف الخرطوم
وطقسها الذي تصل فيه درجة الحرارة على ظاهر الأرض 45 درجة مئوية تعوزه
"حبوب هلوسة" ليتخيل جيشا يعيش في باطن الأرض.
وهنالك أيضا باحثون ... صنعوا لكل دولة ربيعا ونصبوا حكاما جدد وتوقعوا سيناريوهات تبدأ بهذه الدولة ثم تليها تلك وهكذا!
أيهما أجدر بلقب أستاذ اللايقين إذا؟ نسيم نيكولا أم كريستوفر ديفيدسون ومراكز ومجلات وصحف "البجع الأبيض"؟
في
كتاب ديفيدسون ترتيب للسقوط جعل قطر الدولة الاخيرة ... بينما الكويت
الأولى ... حتى وإن لم يدونه صراحة إلا أنه طبعه على غلاف كتابه وفي
التسلسل المنشور رمزيات أخرى تتضمن إشارات ماكرة للغاية!
عدد من المقالات تناولت أفكار وتهيؤات كريستوفر ولكن اعجبتي هذه الفقرة مما كتبه د. سالم حميد في موقع "المزماة":
المفاجأة
أن مجلة "فورين بوليسي" نفسها، والتي انتقدت دول الخليج، سبق وأن نشرت
قائمة بالدول العربية الأكثر فشلا، بل دأبت منذ عام 2005 على نشر مقياسها
السنوي للدول الفاشلة، وهو ثمرة جهد مشترك بين المجلة وصندوق السلام، حيث
تقوم بترتيب أبرز 60 دولة فاشلة، وقد جاءت في مقدمة الدول الفاشلة بلدان
"الربيع العربي" التي سبق أن مدحها الغرب بمنجزاتها الديمقراطية!
والحميد يشير في هذه الفقرة أن صدر مقال كرسيتوفر يتحدث عن أسباب إقتصادية لسقوط حكومات الخليج العربي.
أكن أتوقع أنني سأحتاج إلى نظرية "البجعة السوداء" في تفسير تحليلات
وتوقعات الكاتب البريطاني "كريستوفر ديفيدسون". والبجعة السوداء وضعها
أستاذ "اللايقين" في جامعة نيويورك البروفيسور نسيم نيكولا (من أصل
لبناني).
نسيم يقيم في نيويورك ويكتب بالإنجليزية ويكثر من التدخين بصورة مزعجة –
أتمنى أن يكون قد أقلع منه – وهو من قدم تحليلا في العام 2007 يتوقع فيه
الأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة في العام 2008 واتسعت شمالا
وجنوبا و شرقا وغربا في بقية أرجاء العالم.
فلسفة
نسيم تشتمل عددا من المحاور ولكن ما يهمني هنا هو اتهامه لمراكز التحليل
الإقتصادي ودراسات الجدوى أنها تتعامل مع الأحدث كلها باعتبارها "بجعات
بيض" تسير في أسراب مستمرة وتنفي تماما إحتمالية بجعة سوداء أو من أي لون
آخر ... وحسب نيكولا أن البجعة السوداء قد "فقست" من البيضة ونبت ريشها وهي
في الطريق للأسواق المالية وقد كان.
نسيم
يتحدث أيضا عن القوالب التي يضعها الباحثون والخبراء ويلتزمون بها ويخلصون
لها أكثر من عقولهم وتفكيرهم الحر حتى يصابون بالأسر النفسي، وفي هذا
السياق يظهر أيضا مدعو الخبرة الذين يحددون الخلاصة البحثية قبل بدايتهم في
التحليل والتقصي ثم ينتقون القوالب التي تتناسب معها سعة وضيقا وتلوينا
وتزيينا لما تحتويه.
وعبر
هذا المدخل وحده يمكنك أن تفهم مقالات الكاتب البريطاني "كريستوفر
ديفيدسون" الذي ألّف كتاباً بعنوان "الانهيار القادم لممالك الخليج"، ثم
ألحقه بمقال في مجلة "فورين بوليسي" يتنبأ فيه بسقوط دول الخليج العربي
مباشرة بعض سقوط مبارك وبن علي.
غير
ديفيدسون هنالك (المفكر الكبير) عزمي بشارة الذي ظهر في التسريب الشهير
(يطبخ) مع مقدم قناة الجزيرة التحليل الذي سيقدمه. وهنالك أيضا المبعوث
الأمريكي السابق للسودان اندرو ناتسيوس والذي تحدث عن جيش من ثلاثين ألف
مقاتل تحت الأرض في مدينة الخرطوم في السودان يخرج خلال فترة وجيزة لتحدث
أكبر معارك الربيع بين السلطة والشعب. والمضحك في الأمر أن من يعرف الخرطوم
وطقسها الذي تصل فيه درجة الحرارة على ظاهر الأرض 45 درجة مئوية تعوزه
"حبوب هلوسة" ليتخيل جيشا يعيش في باطن الأرض.
وهنالك أيضا باحثون ... صنعوا لكل دولة ربيعا ونصبوا حكاما جدد وتوقعوا سيناريوهات تبدأ بهذه الدولة ثم تليها تلك وهكذا!
أيهما أجدر بلقب أستاذ اللايقين إذا؟ نسيم نيكولا أم كريستوفر ديفيدسون ومراكز ومجلات وصحف "البجع الأبيض"؟
في
كتاب ديفيدسون ترتيب للسقوط جعل قطر الدولة الاخيرة ... بينما الكويت
الأولى ... حتى وإن لم يدونه صراحة إلا أنه طبعه على غلاف كتابه وفي
التسلسل المنشور رمزيات أخرى تتضمن إشارات ماكرة للغاية!
عدد من المقالات تناولت أفكار وتهيؤات كريستوفر ولكن اعجبتي هذه الفقرة مما كتبه د. سالم حميد في موقع "المزماة":
المفاجأة
أن مجلة "فورين بوليسي" نفسها، والتي انتقدت دول الخليج، سبق وأن نشرت
قائمة بالدول العربية الأكثر فشلا، بل دأبت منذ عام 2005 على نشر مقياسها
السنوي للدول الفاشلة، وهو ثمرة جهد مشترك بين المجلة وصندوق السلام، حيث
تقوم بترتيب أبرز 60 دولة فاشلة، وقد جاءت في مقدمة الدول الفاشلة بلدان
"الربيع العربي" التي سبق أن مدحها الغرب بمنجزاتها الديمقراطية!
والحميد يشير في هذه الفقرة أن صدر مقال كرسيتوفر يتحدث عن أسباب إقتصادية لسقوط حكومات الخليج العربي.
كتبه مكي المغربي
smc
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق