الاثنين، 21 أبريل 2014

الإسلام في بريتوريا ... هدوء ورزانة ونظافة! - روان للإنتاج الإعلامي والفني

الإسلام في بريتوريا ... هدوء ورزانة ونظافة! - روان للإنتاج الإعلامي والفني



شهدت
خطبة جمعة في جنوب أفريقيا في مسجد في مدينة بريتوريا. لقد كانت جمعة
رائعة ... ما أحب أن أبدلها بحمر النعم. بل إنني تمنيت أن لو هنالك خمسة
مساجد أخرى يعلو منبرها ذات الخطيب فاتبعه فيها المسجد تلو الآخر حتى ينتهي
يومي.


المساجد
التي ارتدتها في بريتوريا وجوهانسبيرج (التي يدللها أهلها باسم جو-بيرج)
كانت معظمها قمة في الجمال والنظافة والهدوء مع روعة النوافير والأزاهير
والشاشات الإلكترونية المضيئة التي تتلو آي القرآن الحكيم وتترجم معانيها
بالإنجليزية.


أحد
المساجد كان كنيسة وقد تم شراؤها من أهلها واستغربت لذلك ... هل يمكن أن
يمتلك شخصا كنيسة أو مسجدا؟! فكانت الإجابة من صديقي الأستاذ الرفيع بشير
صاحب شركة "ميديل إيست مراكيتينغ" ... وهو مواطن جنوب افريقي من أصول
سودانية وهو أيضا عضو في المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في بلاد نيلسون
مانديلا ... قال: (نعم!) دور العبادة تبينها أسر أو طوائف وتملكها وفق
قوانين محددة وبمقدورها التصرف فيها بذات القوانين مثل سائر ممتلكات الأسرة
والطائفة ... سيارات وإستثمارات ومزارع وخلافه!


قال
لي هذا المسجد مملوك لأسرة تجارية مشهورة ... ثم أردف قائلا ... ولكن لا
توجد حالات بيع مساجد ولو وجدت حالة ستكون الأولى في مركز إسلامي بسبب توقف
المانحين عن كفالة الخلوة والمعهد وقد يتم بيع منشآته أو إيجارها لتغطية
نفقات المسجد.


هذا
المسجد البريتوري الذي صليت فيه ... لو سألت عن نظافته وعن الميضأة
والمرافق الصحية كلها فهي لا تضاهي إلا الفنادق ذوات النجوم العدد ولو سألت
عن فقه الإمام الخطيب ولغته فهي عربية فصحى مليحة وسهلة ... وإنجليزية
عصرية سلسة وعذبة ... يشرح بالإنجليزية لمدة عشرين دقيقة ثم يعلو المنبر
ليخطب بالعربية نحوا من ربع ساعة فقط لا غير.


وفي المسجد خُدّام وعمال يرتدون "أبرول" مكتوب عليه أنا أتبع لمسجد كذا.

القضايا
التي طرحها ... قضايا حقيقية من صميم الواقع ومنها قضية رفض الإساءة للنبي
الكريم صلى الله عليه وسلم والتعبير عن ذلك بطريقة متحضرة والتقديم لها
أولا بالنصح والإرشاد لأن النبي الكريم لا يزداد شأنا بالتطرف من أجله وهو
ذاته كان يقابل من يسيء إليه بالنصح والإرشاد والعفو والدعاء له أو عليه
...فالأمر لله من قبل ومن بعد!


تطرق
لقضايا الإنتماء للإسلام ... وقال إن الإسلام فخر لنا ويجب ان نسعد
بالسؤال عنه وان نقول نحن مسلمون والحمد لله لا أن نقول لمن يسالنا ماذا
تريد؟ وماذا تقصد؟ وهذا "شأن شخصي" لن نجيبك عليه!


الذي
يسألك وفر كل فرصة لحمد الله "ومن قال الحمد لله غرست له نخلة في الجنة"
والذي يسألك حتى ولو كان متشككا ومغرضا قد يسمع منك كلاما ينشرح له صدره
ولو بعد زمان.


انتهى
الإمام من شرحه الإنجليزي بين يدي الخطبة والذي ألقاه واقفا بين المصلين
ثم قرأ في الخطبة آيات وأحاديث تعضد حديثه وحفها بشرح موجز.


انتهت
الخطبة ... تلفت في المسجد فوجدت سودا وبيضا وهنودا وأفارقة وعرب. وجدت
أمة محمد صلى الله عليه وسلم في أبهى حلة إنسانية ملونة وأجمل منظر مزدهر
ومتعدد .... ووجدت إسلاما ومسلمين هادئين ومطمئنين ولا توجد بينهم خلافات
أونقاشات حادة ...سبحان الله.


صليت
المغرب في مسجد في حي لوديام ... وهو حي هندي في بريتوريا ... بعد الصلاة
وعظنا الإمام عن الزنا ... وتحدث عن حرمة المخادنة أو إتخاذ الرجل "قيرل
فرند" والفتاة "بوي فريند" وتحدث عن خطوتين فقط لا غير يتبعها المسلم ليحيل
الحرام حلالا وزواجا سائغا مقبولا ... أولا يتوبا إلى إلى الله ويقرا سويا
بحرمة إستمرار العلاقة دون زواج ... ثانيا يقررا إستمرار العلاقة وفق زواج
شرعي فيصبح زواجهما شرعيا.


لم
يتحدث عن إذن الولي ... ربما اعتبر الإذن الضمني متوفر بإعتبار أن الأب
والأم يأذنان للبنت في إختيار صديقها وزوجها دون تدخل ... أقول ربما والله
أعلم بفقهه لكن على العموم ما يفتي به هو أقصى ما تتحمله الساحة هناك من
درجات النصح والتقويم.


ليت
شعري ... كان للشافعي مذهب في العراق ثم مذهب في مصر ...ولذلك يرد في
المراجع قال الشافعي في القديم وقال في الجديد ... ماذا لو كان الشافعي في
"بريتوريا" وكيف تكون فتاواه لإصلاح الأمة وتصحيح عقيدتها واعمالها.


خرجت
من مسجد "لوديام" أشق التلال واشجار الجاكرندا البنفسجية الأوراق واجاهد
ذهني في إيقاف التفكير لأنني مقبل على يوم عمل شاق ... ويجب شرعا أن افكر
فيما جئت من أجله لهذه الديار الجميلة.
كتبه مكي المغربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق