بروفايل..علامة العلماء .. البروفيسور عبد الله الطيب - روان للإنتاج الإعلامي والفني
فحين حديثه عن قصيدة للفرزدق بها ذكر للأمطار يبدأ العلامة عبد الله الطيب
في ذكر الفترة الفصلية للسنة التي نظم فيها الفرزدق هذه القصيدة مستذكراً
أنواع أمطار الجزيرة العربية. أما حين حديثه حول ترجمة قام بها للشاعر
البريطاني كينس فيعرج بنا نحو حالة الشاعر النفسية من خلال ألفاظه اللغوية
الواردة في القصيدة.
من أكثر مدهشاته شرحه المبسط لمعاني القرآن الكريم من خلال برنامج تفسير
القرآن الكريم بالإذاعة بصحبة المقرئ الشيخ صديق أحمد حمدون، فهو لا
يتحدَّث بلسان العالم حينها بل بلسان الشخص الذي يود إيصال شرحه لأقل الناس
علمًا واستيعاباً فنجده يستعمل كلمات العوام (أها هنا الرسول قال ليهم يا
جماعة بطلوا البتعملوا فيهو دا). منذ ولادته في عام 1919م بقرية التميراب
قرب الدامر وحتى وفاته قبل عشر سنوات ظل مدهشاً في كل سكناته وحركاته فمن
حفظه للقرآن في سن مبكرة لإحرازه المرتبة الأولى في امتحان الدخول لكلية
غردون التذكارية.
بكلية غردون القديمة أدهش الأساتذة والطلاب معًا فمن استظهاره لقواعد
اللغتين العربية والإنجليزية لإحرازه المرتبة الأولى في جميع سنوات دراسته
بها. بالكلية تفتحت مداركه على جزئية محدودية المنهج الأكاديمي فكان من
أوائل من لاحظوا ذلك فكان دائم البحث والاطلاع للمزيد من المعارف. في رحلة
عمله كمعلم بالمدارس الوسطى ومعلم معلمين ببخت الرضا برزت مواهبه الثرة في
إلغاء الدرس والشروحات الأكاديمية النافذة لعقول طلابه والمعلمين. سنحت له
فرصة الاستزادة من معين العلم في عام 1948م بكلية الدراسات الشرقية بلندن
فكان نعم موفد سوداني لتلقي العلم بها حين عودته عمل على تطبيق جميع ما
لديه من قدرات لأبناء وطنه فكان درسه بحجرة الدراسة يجد امتنانًا عجيباً
لما حباه الله به من قدرات. نال درجة الدكتوراه في أطروحة عربية ممزوجة
بالأدب والنحو والتحليل ومحتشدة بالمتون والحواشي حول الشاعر العربي الفذ
أبي العلاء المعري بعنوان: (أبو العلاء المعري شاعرًا) وهي للعلم مكتوبة
بلغة ذات علو بياني شاهق. اختلطت حياته منذ الخمسينيات وحتى وفاته بأربع من
الاهتمامات المكتنزة بالمعارف وهي التدريس بالجامعة بقسم الآداب وتفسير
القرآن الكريم والإنتاج الأدبي الخالد وكتابة الشعر وأحياناً الكتابة
للصحف. فكتب بمداد أسطوري من دم التحليل والذكريات والمشاهدات والخواطر
مؤلفات ثرة الجانب ففيها من الامتاع ما يجعل قارئها ممسكًا بالكتاب حتى
ختام صفحاته. فكتب (من نافذة القطار) وهو كتاب لمن أراد الاستزادة من متعة
اللغة وأريج التناول لمجمل أحداث فليقرأه. كتب كذلك كتابه الرائع لحد
التخمة (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها) وهو الكتاب الذي سيظل مرجعاً
لكل دارس يريد معرفة هذا الجانب الحي إشرافاً من أشعار العرب على مختلف
أغراضها داخل مجمل ما يمكن البوح به داخل سيرته المكتنزة نلحظ صبره على
الأذى من أعداء العربية والإسلام في الداخل والخارج ومن ذلك وصمه بالتقليدي
والمتحجر. وما تقليديون إلا هم وما متحجرة إلا رؤوسهم الخاوية، عمل
المرحوم العلامة عميدًا لكلية الآداب فنثر الدرر الغوالي من علمه على طلابه
فكانت محاضراته تحظى بإقبال لا يوصف من طلاب الكليات الأخرى.
حين عمله مديراً للجامعة في عهدها الزاهر رأى الناس تطوراً في عمليتي
الإدارة والتدريس فكان رغماً عن إدارته لها محاضراً بنفس الكلية منذ طفولته
وحتى مماته عانى من نوائب الدهر. فكانت وفاة والده وهو في سن مبكرة أولى
نوائب حياته التي صبر عليها. ومن ثم فقدان الأصدقاء والأهل زائداً تأمر
طلابه عليه وانتهاءً بعدم تعاون السلطة معه في عهد من عهود ظلام وظلم
السلطة. كان من جراء ذلك أن ترك السودان فظل بنيجيريا أكاديمياً ومحاضراً
بأعرق جامعاتها.
في جانب آخر نلحظ اهتمامه باللغة الإنجليزية كواحدة من اهتماماته فكان
كتابه (حتام نحن مع الفتنة باليوت) (الشاعر البريطاني المشهور) كتاباً أوضح
للناس مقدراته في النقد والترجمة والاطلاع على الثقافات الأخرى. حظي
العلامة باحترام جميع مؤسسات العلوم اللغوية في العالم فكان ابنها حط رحاله
بواحدة منها وجد من الاحترام والتبجيل ما يوازي علمه الزاخر. قضى العلامة
السنوات العشر الأخيرة من حياته ما بين مجمع اللغة العربية ودار الإذاعة
وداره ببري في احتفاء بشخصه بوصفه علمًا من أعلام السودان الخالدة. ففي
مارس 2001م اشتدت علته فبقي بداره حتى توفاه الله في منتصف يونيو 2003م
ليظل علامة للعلماء وحبراً مؤثراً في العربية وعلومها.
في
موسوعة شخصيات أهل السودان يقف البروفيسور عبد الله الطيب وحده كصاحب كتاب
ضخم اسمه البحر الزاخر علماً وذلك لمجمل حياته المحتشدة بالعلوم المتعددة
والمواهب المتكاثرة في جانب اللغة العربية التي مزجها بعلوم الدنيا كافة.
موسوعة شخصيات أهل السودان يقف البروفيسور عبد الله الطيب وحده كصاحب كتاب
ضخم اسمه البحر الزاخر علماً وذلك لمجمل حياته المحتشدة بالعلوم المتعددة
والمواهب المتكاثرة في جانب اللغة العربية التي مزجها بعلوم الدنيا كافة.
فحين حديثه عن قصيدة للفرزدق بها ذكر للأمطار يبدأ العلامة عبد الله الطيب
في ذكر الفترة الفصلية للسنة التي نظم فيها الفرزدق هذه القصيدة مستذكراً
أنواع أمطار الجزيرة العربية. أما حين حديثه حول ترجمة قام بها للشاعر
البريطاني كينس فيعرج بنا نحو حالة الشاعر النفسية من خلال ألفاظه اللغوية
الواردة في القصيدة.
من أكثر مدهشاته شرحه المبسط لمعاني القرآن الكريم من خلال برنامج تفسير
القرآن الكريم بالإذاعة بصحبة المقرئ الشيخ صديق أحمد حمدون، فهو لا
يتحدَّث بلسان العالم حينها بل بلسان الشخص الذي يود إيصال شرحه لأقل الناس
علمًا واستيعاباً فنجده يستعمل كلمات العوام (أها هنا الرسول قال ليهم يا
جماعة بطلوا البتعملوا فيهو دا). منذ ولادته في عام 1919م بقرية التميراب
قرب الدامر وحتى وفاته قبل عشر سنوات ظل مدهشاً في كل سكناته وحركاته فمن
حفظه للقرآن في سن مبكرة لإحرازه المرتبة الأولى في امتحان الدخول لكلية
غردون التذكارية.
بكلية غردون القديمة أدهش الأساتذة والطلاب معًا فمن استظهاره لقواعد
اللغتين العربية والإنجليزية لإحرازه المرتبة الأولى في جميع سنوات دراسته
بها. بالكلية تفتحت مداركه على جزئية محدودية المنهج الأكاديمي فكان من
أوائل من لاحظوا ذلك فكان دائم البحث والاطلاع للمزيد من المعارف. في رحلة
عمله كمعلم بالمدارس الوسطى ومعلم معلمين ببخت الرضا برزت مواهبه الثرة في
إلغاء الدرس والشروحات الأكاديمية النافذة لعقول طلابه والمعلمين. سنحت له
فرصة الاستزادة من معين العلم في عام 1948م بكلية الدراسات الشرقية بلندن
فكان نعم موفد سوداني لتلقي العلم بها حين عودته عمل على تطبيق جميع ما
لديه من قدرات لأبناء وطنه فكان درسه بحجرة الدراسة يجد امتنانًا عجيباً
لما حباه الله به من قدرات. نال درجة الدكتوراه في أطروحة عربية ممزوجة
بالأدب والنحو والتحليل ومحتشدة بالمتون والحواشي حول الشاعر العربي الفذ
أبي العلاء المعري بعنوان: (أبو العلاء المعري شاعرًا) وهي للعلم مكتوبة
بلغة ذات علو بياني شاهق. اختلطت حياته منذ الخمسينيات وحتى وفاته بأربع من
الاهتمامات المكتنزة بالمعارف وهي التدريس بالجامعة بقسم الآداب وتفسير
القرآن الكريم والإنتاج الأدبي الخالد وكتابة الشعر وأحياناً الكتابة
للصحف. فكتب بمداد أسطوري من دم التحليل والذكريات والمشاهدات والخواطر
مؤلفات ثرة الجانب ففيها من الامتاع ما يجعل قارئها ممسكًا بالكتاب حتى
ختام صفحاته. فكتب (من نافذة القطار) وهو كتاب لمن أراد الاستزادة من متعة
اللغة وأريج التناول لمجمل أحداث فليقرأه. كتب كذلك كتابه الرائع لحد
التخمة (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها) وهو الكتاب الذي سيظل مرجعاً
لكل دارس يريد معرفة هذا الجانب الحي إشرافاً من أشعار العرب على مختلف
أغراضها داخل مجمل ما يمكن البوح به داخل سيرته المكتنزة نلحظ صبره على
الأذى من أعداء العربية والإسلام في الداخل والخارج ومن ذلك وصمه بالتقليدي
والمتحجر. وما تقليديون إلا هم وما متحجرة إلا رؤوسهم الخاوية، عمل
المرحوم العلامة عميدًا لكلية الآداب فنثر الدرر الغوالي من علمه على طلابه
فكانت محاضراته تحظى بإقبال لا يوصف من طلاب الكليات الأخرى.
حين عمله مديراً للجامعة في عهدها الزاهر رأى الناس تطوراً في عمليتي
الإدارة والتدريس فكان رغماً عن إدارته لها محاضراً بنفس الكلية منذ طفولته
وحتى مماته عانى من نوائب الدهر. فكانت وفاة والده وهو في سن مبكرة أولى
نوائب حياته التي صبر عليها. ومن ثم فقدان الأصدقاء والأهل زائداً تأمر
طلابه عليه وانتهاءً بعدم تعاون السلطة معه في عهد من عهود ظلام وظلم
السلطة. كان من جراء ذلك أن ترك السودان فظل بنيجيريا أكاديمياً ومحاضراً
بأعرق جامعاتها.
في جانب آخر نلحظ اهتمامه باللغة الإنجليزية كواحدة من اهتماماته فكان
كتابه (حتام نحن مع الفتنة باليوت) (الشاعر البريطاني المشهور) كتاباً أوضح
للناس مقدراته في النقد والترجمة والاطلاع على الثقافات الأخرى. حظي
العلامة باحترام جميع مؤسسات العلوم اللغوية في العالم فكان ابنها حط رحاله
بواحدة منها وجد من الاحترام والتبجيل ما يوازي علمه الزاخر. قضى العلامة
السنوات العشر الأخيرة من حياته ما بين مجمع اللغة العربية ودار الإذاعة
وداره ببري في احتفاء بشخصه بوصفه علمًا من أعلام السودان الخالدة. ففي
مارس 2001م اشتدت علته فبقي بداره حتى توفاه الله في منتصف يونيو 2003م
ليظل علامة للعلماء وحبراً مؤثراً في العربية وعلومها.
المصدر : الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق