الأربعاء، 2 أبريل 2014

هل تكفي أم جرس.. يا أمريكا؟..د. محيي الدين تيتاوي - روان للإنتاج الإعلامي والفني

هل تكفي أم جرس.. يا أمريكا؟..د. محيي الدين تيتاوي - روان للإنتاج الإعلامي والفني



لم
تتح لي ظروف البعد عن الأحداث في البلاد متابعة الأخبار في وقتها والظروف
التي تجري في ضوئها تلك الأحداث، ولكن الرسائل المختصرة حملت بعض تلك
الأحداث التي تفيد بوصول السادة البشير والترابي والصادق إلى أم جرس
بتشاد.. ولم تذكر تلك الأخبار المختصرة كل عناصر الأخبار مثلاً لماذا؟
وماذا ومن وهل إلى غير ذلك من الأسئلة المكملة لعناصر الأخبار.. ولكن من
سياق الخبر معرفة الإجابات بالضرورة، لأن ما يدفع هؤلاء القيادات السياسية
الكبيرة للسفر في وقت واحد إلى تلك المنطقة ما هو إلا قضية دارفور.. بما
يعني أن حملة السلاح لا يمكنهم حضور مثل هذا الاجتماع داخل الأراضي
السودانية لاحتياطات أمنية تخصهم وتخص الأمريكان والفرنسيين وغيرهم من
الذين قالوها بصراحة ولمرات عديدة بأن وثيقة الدوحة لن تكون كافية لحل قضية
دارفور.

وإذا
كانت الدوحة بكل ما فيها من زخم سياسي وإعلامي وأمن وضمانات وأموال وفنادق
وأضواء وإعلام ليست مؤهلة لحل قضية دارفور في نظر هؤلاء الغربيين الأشرار،
فكيف لأم جرس تلك القرية الصغيرة المغمورة في شرق تشاد أن تكون مكاناً
ملائماً لإخراج حل شامل وعادل لفصائل غير متوافقة مع بعضها البعض، ولا
متوافقة مع الأحزاب السياسية الكبيرة.. ولكن إنها افتراءات الدول الغربية
التي تعادي بلادي وتناوئ حكومتنا وتعاقب شعبنا بالحصار الجائر، وتسعى
لتركيعه وإخضاعه لرؤيته.. ولكن قبلنا بوجهة نظرهم.. فهل تكفي أم جرس لتكون
خاتمة المطاف لحملة السلاح لكي ينضموا لقافلة السلام.. وليكونوا جزءاً من
المزاج السوداني الذي يميل إلى السلام والأمن والاستقرار والحرية والعدالة؟

وعلينا
أن نسأل القوى اليسارية «عبد الواحد، عرمان، أبو عيسى» المتحالفين مع
الإمبريالية اليمينية المتطرفة ضد شعوب وحكومات العالم الثالث وإفريقيا
والعالم العربي والإسلامي، هل تكفيكم أم جرس لتكون نهاية المطاف لوقف تدمير
القرى وحرق المنشآت ونهب البنوك وحقوق الأبرياء في دارفور تحت حجة القضية
«حيث لا قضية» كما ذكر أحد المبعوثين الأمريكان ذات مرة؟ ألا يكفي ما حدث
في دارفور ولإنسان دارفور حتى الآن وخلال السنوات العشر الماضية؟.. ألا
يكفي أولئك الذين تركوا زراعتهم ومراعيهم واختاروا السجن في تلك المعسكرات
لتلقي الإغاثات الملفوفة والسلع الغذائية نافذة الصلاحية.. والمعلومات
المغلوطة التي تتلى عليهم وتنقل عنهم للعالم أجمع عن طريق المنظمات الكنسية
وصناع الأزمات والمنصرين؟ ألا يكفي كل هذا الذي حدث لإنسان دارفور.. حرام
عليكم حرام عليكم.
المصدر : الانتباهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق