في السياسة والثقافة - روان للإنتاج الإعلامي والفني
كتاب
قديم إشتريته من معرض القاهرة للكتاب عام 95 من القرن الماضي ولم تتيسر لي
قراءته إلا صباح السبت الماضي ، وجدت فيه مايغري للكتابه عنه ، فمؤلفه
الاستاذ المرحوم عبد المنعم الصاوي كان من حملة مشاعل التنوير والمثاقفة في
مصر ،يتصل بحياة الناس اليومية لكن بدأ أن كل من السياسة والثقافة من
السهولة واليسر بحيث لايحتاج أي منهما الى درس أو بحث أو تخصص .
السياسة
مثلاً سخرها أصحاب المصلحة من الغزاة والمحتلين ليكسبوا غزوهم صفة مشروعة
فلا يبدو أن ذلك عدواناً أو إنتهاكاً للحريات ، لم تعد السياسة بذلك الصفاء
بعد أن شوهها أصحاب الهوى فجعلوها وسيلة من وسائل اغتصاب الحقوق وطريقاً
من طرق التضليل والخدعة واسلوباً من اساليب تخدير الناس وصرفهم عن أهدافهم
الحقيقية بالدجل الرخيص .
لم
تعد السياسة كذلك يوم هوى بها أصحاب النوايا الشريرة فجعلوها حرفة من لا
حرفة له وصناعة من لا صناعة له فأصبحت طريق المغامرين الى النفوذ والجاه
والسلطان .
إقتطف المؤلف بعضاً من ضيق الإمام محمد عبدو حين قال :
(أعوذ
بالله من السياسة ومن معنى السياسة ومن كل حرف يلفظ من كلمة السياسة ومن
كل خيال يخطر ببال عن السياسة ومن كل أرض تذكر فيها السياسة ومن كل شخص
يتكلم أو يتعلم أو يجن أو يعقل في السياسة ، ومن ساسة وسوس وسائس ومسوس)
لكن
الثقافة لم تهبط في نظر المؤلف الى ماهبطت اليه السياسة عند محمد عبده لقد
استمرت الثقافة محتفظة لنفسها بالمكونات التي تمكن من السطوع دون الهبوط
الى القاع .
يصل
المؤلف الى أن السياسة علم له حدوده الخاصة وعلى الانسان أن يتعلمه ويتدرب
عليه إذا كان راغباً فيه ،أما الثقافة فشئ آخر إنها جزء من الانسان نفسه ،
تكمن في ذاته حتى لتعتبر عنصراً لايمكن أن ينفصل عنه ، لهذا فإن الثقافة
قادرة على حماية نفسها بنفسها وكذلك فإن مايميز الثقافة الاصيلة ويعصمها
أنها بطبعها سباقة الى التقدم فما من صيحة بالحرية إلا وكانت الثقافة
وسيلتها ومامن نداء بالعدل إلا وكانت الثقافة اللسان الأمين الى إسماع
الملايين .
يتساءل
المؤلف الاستاذ عبد المنعم الصاوي الذي كتب هذا الكتاب المهم عام 66 عن
ماهية الثقافة ويمند السؤال هل نعرف الثقافة من خلال الانسان أم نعرف
الانسان من خلال ثقافته ؟؟
ضمن
الركائز والمرجعيات المساندة للثقافة يسأل الصاوي هل الثقافة هي التعليم
أم هي التربية أم هي العادات والتقاليد أم هي المذاهب والاديان والمعتقدات
؟؟؟.
يجيب
المؤلف على تساؤلاته بأن الثقافة هي ليست التعليم وإن كان التعليم أحد
الاسس اللازمة والضرورية لتكوين الثقافة ، فاللغة مثلاً هي أداة التعبير
بصفة عامة لذا فهي ضرورية لتكوين الأدب لكن اللغة ليست هي الأدب ، إنها
أداة الأدب لا الأدب نفسه . والتربية كذلك ليست هي الثقافة وإن كانت ذات
تأثير عليها ، أما الدين والمذهب والعقيدة فهي الأخطر تأثيراً على الثقافة
لكن واحداً منها ليس هو الثقافة .
إن
المعارف وحدها لا تكوّن الثقافة كذلك لاتكونها الانطباعات الوجدانية وعلى
العادات والتقاليد ولا القيم الاخلاقية وحدها ، الثقافة في محاولة تعريف
المؤلف هي (حصيلة مايتجمع في العقل من معارف ومايكمن في الوجدان من
انطباعات ومايستقر في الضمير من عقائد ومايرسب في النفس من عادات وتقاليد
). إذا كانت الحضارة هي المظهر المادي للثقافة فإن الثقافة هي المظهر
العقلي للحضارة .
smc
قديم إشتريته من معرض القاهرة للكتاب عام 95 من القرن الماضي ولم تتيسر لي
قراءته إلا صباح السبت الماضي ، وجدت فيه مايغري للكتابه عنه ، فمؤلفه
الاستاذ المرحوم عبد المنعم الصاوي كان من حملة مشاعل التنوير والمثاقفة في
مصر ،يتصل بحياة الناس اليومية لكن بدأ أن كل من السياسة والثقافة من
السهولة واليسر بحيث لايحتاج أي منهما الى درس أو بحث أو تخصص .
السياسة
مثلاً سخرها أصحاب المصلحة من الغزاة والمحتلين ليكسبوا غزوهم صفة مشروعة
فلا يبدو أن ذلك عدواناً أو إنتهاكاً للحريات ، لم تعد السياسة بذلك الصفاء
بعد أن شوهها أصحاب الهوى فجعلوها وسيلة من وسائل اغتصاب الحقوق وطريقاً
من طرق التضليل والخدعة واسلوباً من اساليب تخدير الناس وصرفهم عن أهدافهم
الحقيقية بالدجل الرخيص .
لم
تعد السياسة كذلك يوم هوى بها أصحاب النوايا الشريرة فجعلوها حرفة من لا
حرفة له وصناعة من لا صناعة له فأصبحت طريق المغامرين الى النفوذ والجاه
والسلطان .
إقتطف المؤلف بعضاً من ضيق الإمام محمد عبدو حين قال :
(أعوذ
بالله من السياسة ومن معنى السياسة ومن كل حرف يلفظ من كلمة السياسة ومن
كل خيال يخطر ببال عن السياسة ومن كل أرض تذكر فيها السياسة ومن كل شخص
يتكلم أو يتعلم أو يجن أو يعقل في السياسة ، ومن ساسة وسوس وسائس ومسوس)
لكن
الثقافة لم تهبط في نظر المؤلف الى ماهبطت اليه السياسة عند محمد عبده لقد
استمرت الثقافة محتفظة لنفسها بالمكونات التي تمكن من السطوع دون الهبوط
الى القاع .
يصل
المؤلف الى أن السياسة علم له حدوده الخاصة وعلى الانسان أن يتعلمه ويتدرب
عليه إذا كان راغباً فيه ،أما الثقافة فشئ آخر إنها جزء من الانسان نفسه ،
تكمن في ذاته حتى لتعتبر عنصراً لايمكن أن ينفصل عنه ، لهذا فإن الثقافة
قادرة على حماية نفسها بنفسها وكذلك فإن مايميز الثقافة الاصيلة ويعصمها
أنها بطبعها سباقة الى التقدم فما من صيحة بالحرية إلا وكانت الثقافة
وسيلتها ومامن نداء بالعدل إلا وكانت الثقافة اللسان الأمين الى إسماع
الملايين .
يتساءل
المؤلف الاستاذ عبد المنعم الصاوي الذي كتب هذا الكتاب المهم عام 66 عن
ماهية الثقافة ويمند السؤال هل نعرف الثقافة من خلال الانسان أم نعرف
الانسان من خلال ثقافته ؟؟
ضمن
الركائز والمرجعيات المساندة للثقافة يسأل الصاوي هل الثقافة هي التعليم
أم هي التربية أم هي العادات والتقاليد أم هي المذاهب والاديان والمعتقدات
؟؟؟.
يجيب
المؤلف على تساؤلاته بأن الثقافة هي ليست التعليم وإن كان التعليم أحد
الاسس اللازمة والضرورية لتكوين الثقافة ، فاللغة مثلاً هي أداة التعبير
بصفة عامة لذا فهي ضرورية لتكوين الأدب لكن اللغة ليست هي الأدب ، إنها
أداة الأدب لا الأدب نفسه . والتربية كذلك ليست هي الثقافة وإن كانت ذات
تأثير عليها ، أما الدين والمذهب والعقيدة فهي الأخطر تأثيراً على الثقافة
لكن واحداً منها ليس هو الثقافة .
إن
المعارف وحدها لا تكوّن الثقافة كذلك لاتكونها الانطباعات الوجدانية وعلى
العادات والتقاليد ولا القيم الاخلاقية وحدها ، الثقافة في محاولة تعريف
المؤلف هي (حصيلة مايتجمع في العقل من معارف ومايكمن في الوجدان من
انطباعات ومايستقر في الضمير من عقائد ومايرسب في النفس من عادات وتقاليد
). إذا كانت الحضارة هي المظهر المادي للثقافة فإن الثقافة هي المظهر
العقلي للحضارة .
smc
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق